شركات المحركات فى العالم

"صراع العمالقة: حرب المحركات التي تحرك العالم"

تخيل عالمًا بلا طائرات تجارية، عالمًا حيث لا يمكننا السفر عبر القارات بسهولة وسرعة. هذا العالم كان ليصبح حقيقة لولا التنافس الشديد بين عمالقة صناعة المحركات النفاثة. فالشركات الثلاث الكبرى: رولز رويس البريطانية، وجنرال إلكتريك الأمريكية، وبرات آند ويتني الأمريكية، تخوض حربًا مستمرة للسيطرة على سوق المحركات الذي يقدر بمليارات الدولارات.

هذا التنافس الشديد ليس مجرد صراع على الأرباح، بل هو صراع على الهيمنة على صناعة الطيران العالمية، وعلى تقنيات المستقبل. فشركات الطيران العملاقة مثل بوينج وإيرباص تستفيد من هذا التنافس للحصول على أفضل المحركات بأقل الأسعار، بينما تسعى شركات صناعة المحركات إلى تطوير تقنيات جديدة لزيادة كفاءة وقوة محركاتها.

في هذا المقال، سنستكشف أبعاد هذه الحرب الشرسة، وكيف أثرت على صناعة الطيران العالمية، وكيف شكلت تحالفات جديدة بين الشركات المنافسة. سنناقش أيضًا دور شركة سي إف إم الدولية، المشروع المشترك بين جنرال إلكتريك وسنيكما، وكيف غيرت قواعد اللعبة في هذا السوق.

هناك ثلاث شركات تتنافس فى مجال صناعة محركات الطائرات فى العالم وهي:

رولز رويس: الفخامة والأداء

  • التاريخ العريق: تأسست شركة رولز رويس في بداية القرن العشرين، وسرعان ما اشتهرت بمحركاتها الفاخرة المستخدمة في السيارات والطائرات.
  • التركيز على الطائرات الكبيرة: تخصصت رولز رويس في تصميم وتصنيع محركات الطائرات الكبيرة والطائرات الخاصة، حيث تتميز محركاتها بقوتها العالية وكفاءتها في استهلاك الوقود.
  • التكنولوجيا المتقدمة: تستخدم رولز رويس أحدث التقنيات في تصنيع محركاتها، مما يجعلها تتمتع بأداء عالٍ وموثوقية كبيرة.
  • العملاء المميزون: تختار العديد من شركات الطيران الفاخرة محركات رولز رويس لطائراتها، نظرًا لسمعتها العريقة وجودة منتجاتها.

جنرال إلكتريك: العملاق الأمريكي المتعدد الجنسيات

  • التنوع الصناعي: جنرال إلكتريك هي شركة عملاقة تعمل في العديد من المجالات، بما في ذلك الطاقة والرعاية الصحية والبنية التحتية.
  • التوسع العالمي: تمتلك جنرال إلكتريك شبكة واسعة من المصانع والمكاتب في جميع أنحاء العالم، مما يجعلها قادرة على تقديم خدماتها لعملائها في أي مكان.
  • التكنولوجيا المبتكرة: تستثمر جنرال إلكتريك بكثافة في البحث والتطوير، مما يجعلها رائدة في مجال التكنولوجيا.
  • المحركات العسكرية والمدنية: تقدم جنرال إلكتريك مجموعة واسعة من المحركات، سواء للطائرات المدنية أو العسكرية.

برات آند ويتني: الخبرة والابتكار

  • الشراكة مع بوينج: تتمتع برات آند ويتني بشراكة قوية مع شركة بوينج الأمريكية، حيث تزودها بمحركات طائراتها التجارية والعسكرية.
  • التاريخ العريق: أسست شركة برات آند ويتني في القرن التاسع عشر، ولها تاريخ حافل بالإنجازات في مجال صناعة المحركات.
  • التكنولوجيا المتقدمة: تستخدم برات آند ويتني أحدث التقنيات في تصنيع محركاتها، مما يجعلها قادرة على المنافسة في السوق العالمية.
  • التركيز على الكفاءة: تسعى برات آند ويتني باستمرار لتحسين كفاءة محركاتها، مما يساهم في تقليل استهلاك الوقود وتقليل التكاليف التشغيلية.

وتتنافس الشركات الثلاثة في مجال الحصول على أوامر توريد محركات الطائرات إلى الشركات العالمية وفي مقدمتها شركتي بيونغ وإيرباص. وقد استغلت الشركتان هذا التنافس بين شركات تصنيع المحركات للحصول على تخفيضات كبيرة في الأسعار ، وهو الأمر الذى جعل الشركات الثلاث المنتجة للمحركات تغير من سياستها للتغلب على الآثار السلبية لهذه المنافسة خاصة على إجمالي إيراداتها وهامش أرباحها.


وقد أدت هذه السياسة الجديدة إلى بعض النجاح ، ولكنها عقدت من خيوط المنافسة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في مجال صناعة الطائرات ، فقد نجحت شركة "جنرال إليكتريك" الأمريكية في احتكار إنتاج وتوريد محرك الطائرة الأوروبية "إيرباص 340" ذات المحركات الأربعة ، ولكن بسبب تخوف الأوروبيين من هذا النوع من الاحتكار الأمريكي فقد فشلت الشركة الأمريكية "جنرال إليكتريك" في احتكار توريد محركات الطرازات الأخرى من الطائرة الأوروبية إيرباص ، وهو ما أتاح للشركة الأوروبية "رولزرويس" أن تصبح المحتكر الوحيد لباقي أنواع محركات إيرباص ، وترتب على ذلك تنشيط الصناعة الأوروبية في هذا المجال في مقابل الصناعة الأمريكية ، وإلى جانب ذلك نجحت الشركة الأمريكية "برات آند ويتنى" في احتكار توريد محركات الطائرة الإيرباص الجديدة (إيرباص 318) التى دخلت الخدمة عام 2002م ، ورغم أن الأوروبيين حاولوا التعاقد مع شركة جنرال إليكتريك الأمريكية ، لتوريد نفس المحرك لنفس النوع من الطائرة الأوروبية، إلا أن الشركتين الأمريكيتين "جنرال إليكتريك" و"برات آند ويتنى" اتفقتا على تجنب المنافسة بينهما فى هذا المجال ، وأن يتعاونا فى مجال تطوير هذا المحرك لمنافسة الشركة البريطانية "رولزرويس"،

وبذلك أصبحت خيوط عملية المنافسة الأمريكية الأوروبية فى مجال الطائرات أكثر تشابكاً وتعقيدًا ، خاصة إذا أخذنا فى الحسبان خدمات ما بعد البيع مثل الصيانة وتوريد القطع الغيار.

هناك ايضاا شركه رابعه
سي اف ام الدولية: (CFM International) هو مشروع مشترك بين شركة جنرال الكتريك للطيران (GE Aviation)، أحد فروع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية و سنيكما، تم تاسيسها لبناء مشروع مشترك لصنع ودعم سلسلة من المحركات النفاثة والتي عرفت لاحقا باسم سي اف ام 56 (CFM56).


استمد أسم الشركة سي اف ام الدولية (CFM) واسم خط انتاج المحركات سي اف ام 56 (CFM56) من تسميات المحركات التجارية للشركتين الأم وهي:

- محرك سي اف 6 (CF6) الذي تنتجة جنرال الكتريك للطيران.
- محرك ام 56(M56) الذي تنتجة سنيكما.


منذ تأسيسها في عام 1974 إلى أكتوبر 2011 ، قامت سي اف ام الدولية (CFM) بتوفير أكثر من 23،000 محرك لأكثر من 500 المستهلكين في جميع أنحاء العالم


Engineer Ahmed

Post a Comment

أحدث أقدم