تخيل اخي انك تقود سيارة بسرعة 100 ميل في الساعة، سرعتك بالنسبة الى الارض هي 100 ميل في الساعة، و المسافة المقطوعة خلال ساعة هي 100 ميل.
في الطيران الامر مختلف و اكثر تعقيدا، اذا كانت الرياح هادئة و كانت سرعة طيرانك 100 ، فانك مثل مثال السيارة اعلاه، لكن ماذا لو كانت الرياح ليست هادئة؟
اذا كانت سرعة الطائرة 100، و هناك رياح امامية بسرعة 20 ، فان المسافة الهوائية المقطوعة خلال ساعة هي 100 و لكن المسافة الارضية المقطوعة هي فقط 80 ! و السبب ان الرياح تقوم بابطاء سرعتك مقارنة بالارض بالرغم من ثبات السرعة الهوائة في مقياس سرعة الطائرة، اما اذا كنت الرياح خلفية 20 ستظل المسافة الهوائية ثابتة لكن المسافة الارضية المقطوعة تصبح 120 خلال ساعة، فالرياح تقوم بدفعك من الخلف فتزداد سرعتك الارضية!
مثال مختلف، تخيل طائرة متوقفة على مدرج تحتاج الى سرعة 80 للاقلاع، بدون رياح، ستحتاج الطائرة للتسارع الى 80 سواء سرعة ارضية او هوائة، فهما متعادلان, اذا كان هناك رياح امامية 20, فان الطائرة عند وصولها لسرعة ارضية 60 يكون عداد السرعة الهوائية 80 و يمكنها الاقلاع!
و السبب ان الرياح الامامية تم اضافتها للعداد مسبقا، فعند سرعة ارضية صفر، يقرا عداد السرعة 20، اذا كانت الرياح خلفية 20, عند وصول سرعة الطائرة الارضية 80 سوف تكون السرعة الهوائة في العداد 60 فقط، اي اننا نحتاج لسرعة الارضية 100 للوصول لسرعة الاقلاع الهوائة 80 المطلوبة. حيث الرياح الخلفية تقوم بتاخير قراءة العداد حتى تصبح سرعتك الارضية اعلى من سرعة الهواء الخلفية ثم يبدا العداد بالقراءة.
الرياح الامامية مفيدة لتقليل مسافة الاقلاع و الهبوط، لكن غير مفيدة خلال الرحلة لانها تزيد من مدتها، و العكس بالنسبة للرياح الخلفية، سيئة للاقلاع و الهبوط، لكن مفيدة لتقليل مدة الرحلة.
#معلومة_طيران
بقلم الطيار سالم المهيري من المجموعه
إرسال تعليق