كابتن طيار حسناء تيمور محمد لطفي
خريجة كلية الصيدلة إلا أن حبها للطيران جعلها تدرس بالمعهد القومي للطيران، وتحترف العمل بشركة مصر للطيران منذ عام 1995 كمساعد طيار، ثم صارت قائد طائرة. وقد كرمها وزير السياحة زهير جرانة في يوم السياحة العالمي في 27 سبتمبر/ أيلول 2009.
حسناء تيمور تقول عندما أقود الطائرة أكون حريصة على سمعة الشركة التي أعمل بها، وأحرص على سلامة الركاب، وأنفّذ ما تدربت عليه بدقة واحترافية.
تصنف حسناء تيمور كأول امرأة مصرية تحصل على رتبة كابتن بشركة مصر للطيران، وتعمل بها منذ أكثر من عشرين عامًا كقائدة للطائرات بكافة أنواعها.
في حوارها مع "العرب" كشفت حسناء عن أن بداية عشقها للطيران كانت منذ صغرها، وتحديدا من والدها الذي كان ضابطًا بسلاح الدفاع الجوي المصري، وتحديدًا في مجال الصواريخ المضادة للطائرات.
وأضافت حسناء أن والدها كان يحكى لها كثيرًا عن المعارك التي خاضها والمواقف الصعبة التي واجهها، وربما يكون هذا هو السبب في اتجاهها لدراسة الصيدلة بعد نجاحها في الثانوية العامة، حتى حدث ما جدد عشقها القديم للطيران.
وفي هذا الإطار قالت "كنت في الفرقة الثانية حينما قرأت بالمصادفة إعلانا عن قبول دفعة جديدة من الشباب دون تحديد الجنس ذكرا كان أم أنثى بكلية الطيران، ووجدت أن كافة الشروط تنطبق عليّ، فعرضت الأمر على والدي وشجعني على خوض التجربة، وبالفعل اجتزت كافة الاختبارات". وتابعت "التحقت بكلية الطيران لكن قررت ألا أترك دراستي في الصيدلة، فكنت أجمع بين الدراستين، وعقب التخرج فضلت العمل بشركة مصر للطيران، تاركة مجال الصيدلة".
حسناء تيمور التي وصفها البعض بأنها واجهة مشرّفة للمرأة المصرية، حيث تجمع بين النجاح المهني والجمال الإنساني، وحديثها الشيق، كما أنها أم لثلاثة أبناء أصغرهم طفلة عمرها 7 سنوات، أكدت أنها تعتز بانتمائها لشركة مصر للطيران وتعتبر ذلك نوعا من الوطنية حسب معتقداتها. وأوضحت، عندما أقود الطائرة أكون حريصة على سمعة الشركة التي أعمل بها، وأحرص على سلامة الركاب، وأنفّذ ما تدربت عليه بدقة واحترافية، حتى يرتفع اسم الشركة التي تحمل اسم مصر.
تيمور ليست المرأة الأولى التي تقود طائرة وهو اللقب الذي تحتفظ به الكابتن لطفية النادي المصرية من أصل سويسري والتي طارت لأول مرة عام 1933 لتكون أول سيدة مصرية وعربية و أفريقية تقود طائرة.
„حينما يسمعون صوتي وأنا أعلن عن إقلاع الطائرة يهمس البعض إلى طاقم الضيافة معبرين عن قلقهم من كون قائد الطائرة سيدة، لكن في نهاية الرحلة يتحول القلق إلى سعادة ويحرص البعض على التقاط الصور التذكارية“
رغم أن مصر للطيران (الناقل الوطني الرسمي في مصر) لا تضع قيودا أو شروطا على عمل المرأة كقائد للطائرات إلا أن عدد النساء العاملات في هذا المجال لا يتجاوز الثلاثين، حيث قامت الشركة بتعيين أول امرأة بشكل رسمي لتقود طائرة عام 1988.
وعن المشقة التي تتحملها بسبب الجمع بين هذه المهنة بأعبائها المتعددة، وبين مسؤولياتها كزوجة وأم قالت تيمور “عندما التحقت بكلية الطيران فوجئت بوجود سيدات يعملن بالشركة ولم أكن أنا الأولى كقائدة طائرة، فالتقيت هناك الكابتن عزيزة محرم وغيرها من المدربات اللائي قمن بتدريب طيارين رجال على قيادة الطائرة”.
واعترفت بأنها تجد صعوبة في كثير من الأوقات في التوفيق بين منزلها وعملها، خاصة أن الشركة تتعامل معها مثل الطيارين الرجال في جدول الرحلات ما يفرض عليها قضاء أيام طويلة خارج منزلها في رحلات خارجية، لكنها استطاعت أن تحقق بعض التوازن، بفضل تفهّم زوجها وتعاونه معها.
وعن تقبل ركاب الطائرة لفكرة أن تقودها امرأة قالت تيمور: حينما يسمعون صوتي وأنا أعلن عن إقلاع الطائرة يهمس البعض إلى طاقم الضيافة معبّرين عن قلقهم من كون قائد الطائرة سيدة، لكن في نهاية الرحلة يتحوّل القلق إلى سعادة ويحرص البعض على التقاط الصور التذكارية معي وطاقم الضيافة لتسجيل الرحلة في ذكرياتهم.
وتضحك تيمور وهي تتذكر موقفا طريفا حدث لها “عندما علم أحد الركاب أن امرأة ستقود الطائرة صرخ طالبًا النزول منها مبررًا ذلك بأنهم لم يخبروه مسبقًا ولما أخبره طاقم الضيافة بأن الطائرة قد أقلعت وأصبحت في الجو بالفعل رضخ للأمر الواقع، وفى نهاية الرحلة جاء إلى كابينة الطيار واعتذر لي".
إرسال تعليق